بســم الله الرحمن الرحيــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجــاهلُ يشــكو الله إلــى النــاس , وهذا غـــايةُ الجــهــلِ بالمشكــو إليــه , فإنه لوعرف ربه لمـــا شــكـــاه , ولــو عرف النــاس لمــا شكــا إليهــم .
ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجــل فـــاقتــه وضرورته , فقال : يــا هــذا , والله مـــازدت عــلى أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمــك .
وفــي ذلك قيل :
وإذا شكــوت إلى ابن آدم إنما***تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ
( ومـــا أصابكــم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )
وقوله : (ومـــا أصابك من سيئة فمــن نفسك)
وقوله ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنــاى هاذا قـل هو من عند أنفسكم )
فــالمراتب ثلاثة :
_ أخسها أن تشكو الله إلى خلقه .
_وأعلاها أن تشكو نفسك إليه .
_وأوسطهــا أن تشكو خلقه إليه .
مختصر الفوائد لإبن القيــم
د. أحمد بن عثمــان المزيــد